dimanche 4 août 2019

أشعار الدكتور العلامة القرضاوي في الامام حسن البنا


والقرضاوي الذي عاصر الامام في دعوته، وعاش اللحظات الأليمة فى يوم استشهاده، وأودع السجن لأنه من رجاله، ظل يحمل في أحنائه هذا المخزون الهائل المتراكم من الظلم الذي حاق بالامام ودعوته ورجاله، فكثف كل ذلك في أبيات جعلها إهداء للامام البنا بمناسبة ظهور ديوانه الثاني ""المسلمون قادمون "" 

والقرضاوي في إهدائه يشير الى موقع البنا الاصلاحي وارتباطه الوثيق بالدعوة الأولى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: 


لك يا إمامي يا أعز معلم*** يا حامل المصباح في الزمن العمي 

يا مرشد الدنيا لنهج محمد *** يا نفحة من جيل دار الأرقم 

أهديك نفسي في قصائد صغتها*** تهذي وترجم، فهي أخت الأنجم 

ليس مجال هذا المقال تحليل القصائد، وإلا فان قول القرضاوي ""أهديك نفسي "" يحتاج الى وقفة نحلل فيها شخصية هذا الشاعر الملتحمة بشخصية البنا التحاما كاملا، فكأنهما نفس واحدة. 

ثم يعرج الشاعر على استشهاد البنا، ويوكد ان استشهاده لا يعني انه غاب عن ميدان الدعوة، فهو قد ترك وراءه رجالاً يحملون الدعوة التي حملها، ويسعون لبلوغ الهدف الذي سعى اليه: 


حسبوك غبت، وانت فينا شاهد *** نجلو بنهجك كل درب معتم 

شيدت للاسلام صرحا لم تكن *** لبناته غير الشباب المسلم 

وكتبت للدنيا وثيقة صحوة *** وأبيت إلا أن توقع بالدم 

إذن فإن الصحوة الاسلامية الحاضرة نتيجة لدعوة الامام وثمرة من ثمراتها، هذه الدعوة التي بذل البنا روحه فى سبيلها، والدعوة التي تراق في سبيلها الدماء لا بد أن تنمو وأن تزهر وأن تثمر. لقد كتب البنا للأجيال "وثيقة"" هى مرشدهم لهذه الصحوة، ""ووقع "" عليها بدمه حتى لا تمحى أو تزول أو تتلاشى. 

ويختم القرضاوي إهداءه بمخاطبة البنا الذي يرقد "مطمئنا"" في جوار ""الرسول الهادي " جوارا فكريا دعويا، و كيف لا يكون مطمئنا وهو قد شيد بناءاً لم يستطع أن يهدمه العتاة الظالمون والكفرة الملحدون . 


نم في جوار زعيمك الهادي فما *** شيدت يا ""بنّاء"" لم يتهدم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire